الحملات الإعلامية : معارض صور فقط ؟

تدوينة كتبتها لـمبادرة مدونات ليبية ,كتبتها قبل يوم الانتخابات بيومين وكانت حول الحملات الإعلامية للمترشحين وأخذت منطقة الكريمية كنمودج.

ونتائج المنطقة أثبتت أن الحملات الإنتخابية لم تكن الفيصل في قرار الناخبين , فالفائز السيد ” مصطفى جبريل” كان أحد أضعف الحملات الانتخابية زخما.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد انطلاق الحملات الإعلامية في كل ليبيا بيومين بدأت ألاحظ ظهور ملامح الحمالات الانتخابية في منطقة الكريمية وهي أحد ضواحي مدينة طرالس تقع على بعد 25 كم جنوب غرب العاصمة الليبية. لكن يبدو أن الحملات الانتخابية تناست وجود هذه الضاحية.
تشتهر الكريمية بما يعرف بـ”شارع السامبا” وهو يعتبر أكبر تجمع لتجار المواد الغدائية المعلبة في ليبيا. تجولت بين محلات هذه الجادة لتقصي مدى استعداد الناخبين للتصويت للناخب الوحيد الذي سينوب دائرتنا الانتخابية في المؤتمر الوطني.

حاولت حصر بعض الآراء من سكان المنطقة حول نجاعة الحملات الإنتخابية ومدى تأثيرها على قرار الناخبين وتوجيههم نحو المرشح الأفضل.

منجد كريم هو أحد سكان الكريمية ويعمل في الحملة الانتخابية لأحد المرشحين الفرديين عن دائرة السواني والكريمية قابلته وهو يقوم بتوزيع مطويات تعريفية عن مرشحه.
منجد كريم

الحملات الدعائية القائمة قدمت لأهل المنطقة أسماء وصورا فقط دون أن تقدم المرشح فعليا للمواطن من حيث برنامجه الانتخابي وآرائه في القضايا الحيوية التي تنتظر المؤتمر الوطني.

لكنني من جهة أخرى ألتمس العذر للمرشحين فهم كما الشركات الإعلانية قليلو الخبرة في هذا المجال. كما أن قصر الفترة الزمنية وعدم وجود إعلام حكومي يدعم المرشحين ويعرف بهم في ظل التكلفات العالية للحملات الإعلانية في القنوات الخاصة يجعل الحضور الفعلي للناخبين على الميدان أكثر صعوبة.

كما يجب الاعتراف بتقصير الناس في الاستقصاء عن كافة المرشحين وقلة فضولهم فهم لا يسألون عليهم حتى بأبسط الطرق.

نصر الدين مادي صاحب متجر في الكريمية.
نصر الدين مادي

كل طرف في هذ هذه العملية لا يعرف تدقيقا حقوقه وواجباته. كما أن المرشحين في المنطقة لم يجدوا أي وسيلة للتعريف عن أنفسهم إذ لا توجد قناة راديو محلية مثلا اهتمت بالمنطقة ومرشحيهم خاصة وأن المرشحين ينوبون على دائرة انتخابية محددة.

كذلك لا وجود لملتقيات ثقافية أو شبابية أو تجمعات لمنظمات مجتمع مدني حتى يجد الشباب مكان لتبادل الآراء والمعلومات عن المرشحين.

محمد شفتر أحد شباب منطقة الكريمية.
محمد شفتر

أرى شخصيا أن كل الحملات الانتخابية كانت غير مقنعة ومعظم من أعرفهم لم يلتفتوا إليها أبدا وإنما فضلوا أن ينتخبوا من يعرفونه شخصيا دون الاهتمام ببرنامجه أو محاولة الاطلاع على برنامج مرشح آخر غيره.

أما سراج فهو صاحب متجر هواتف نقالة توجد أمامه مساحة تراكمت فيها صور المرشحين بجميع الأشكال والأحجام :

كثيرا ما يسألني الزبناء عن أحد الأشخاص الذين يظهرون على اللافتات الانتخابية الموجودة أمام المتجر أما المتابع للشؤون السياسية فتطوع ومنحني بعض المعلومات عن هذا المترشح أو ذاك. استشعرت جراء ذلك حرصا لدى الناس في اختيار المرشح الأفضل، قد يمر بطرق أكثر تقليدية ولكنه يبقى هم الجميع.

الناس لا يعبؤون بالصور فقط ولكنهم عوضوا التقصير من الإعلام والحملات الإعلامية بوسائلهم الخاصة الني يسمح بها التقسيم الإداري للدوائر الانتخابية فبحثوا عن مؤهلات وماضي المرشحين لوحدهم

16 يوليو، 2012

التعليقات

    مازالت الحملات الانتخابية فى ليبيا فى طورالبدائية وعدم الاحترافية فى تقديم المرشح بشكل واضح ووافى ، ومازالت الناس بقدر حيرتها امام عشرات الاسماء المجهولة ، واحساسها بالمسؤلية وحيرتها امام تجربة جديدة ، تكرر الاخطاء فى الاختيارات ، وتتخبط ، وتفقد ايمانها شىء فشىء بجدوى الانتخابات وسيؤثر هذا الامر على المدى القصير والبعيد فى العملية الديمقراطية سلبا وايجابا ، والامر يحتاج لابحاث ودراسات واستطلاعات دقيقة لمعالجة الاخطاء والسلبيات وتقوية الايجابيات فى هذا الشأن…استطلاعك القصير جيد يامحمد اتمنى ان تواصل فى اطار مراقبة العمليات الانتخابية المستقبلية وتطورها لمقالات ستساهم لاشك فى الارتقاء بوعى المواطنين..

    شكرا لمرورك استاذة إيناس ..:)

    رغم أن الأمر كان كتدريب في ورشة للتدوين الإعلامي تحت إشراف صحفيين من فرانس 24
    لكني استمتعت به …التواصل المباشر مع الواقع هو أكثر ما أسعدني ..تحدي صعوبة إيجاد أشخاص يقبلون الإدراء بآراءهم وتلتقط لهم صور.

    فيما يخص موضوع التحقيق..أظن أن بدائية الحملات الإنتخابية في ليبيا هي جزء من بدائية العمل الديمقراطي ككل …
    تجربة انتخابات المؤتمر الوطني بزخم ..ثم العزوف الشديد فيما بعدها من استحقاقات كانت مؤشر لنظرة رجل الشارع للانتخابات..فالكثير كان سعيد بالتجربة نفسها ..وليس بمخرجاتها ..فبل أن يشارك بشكل أكبر في انتخابات البرلمان حتى يضمن تفادي كوارث المؤتمر …قاطع الانتخابات في اعتراض طفولي على فكرة الديمقراطية ..وكأن الشعب هو أكبر كافر بها.

    بكل صراحة العمل الصحفي لا يغريني كثيرا…ربما الاستقصاءات الميدانية العميقة وربما الأفلام الوثائقية هي ما أجد نفسي منجذبا لها كأحلام مستقبلية .

    شكرا جزيلا لتشريف مدونتي بحضورك 🙂

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *