31 أكتوبر، 2017
……………………..
الخزي
عندما تكتشف حقيقتك..لو عشت طويلا بما يكفي.. وجربت نفسك.
بعد أن تستهلك كل حيلك لشتم العالم والبيئة وحظك وجيناتك .. وتقتات على تلك الحجج لسنوات طويلة.
سيتطلب الأمر سنوات لتبدأ في محاولاتك البائسة لتقيئها وتخليص نظامك منها..ولكنك بعد أن تفشل في ذلك ستعرف أنك وحججك شيء واحد.
و سيتطلب الأمر وقتا..خذ عندك مثلا مكاشفة بسيطة أمام نفسك أنك تعطي أخيك ابن أمك اللحمة الأصغر لأنك جشع -فقط لتعترف بهذا -وأمام نفسك فقط..ستحتاج أعوامًا يجود عليك فيها القدر بلحظات عزلة ..وخبطات عشوائية من الاستيقاظ لنفسك.
وهذا لا يدوم إلا لثواني..لأن ميكنزمات دفاعك تشتغل فورا..لتستخدم نفس الحيل التي تحب أنت أن تنطلي عليك..فقط حيلة بسيطة مثل أنك تحبه أو أنك ساعدته يوما ما كفيلة بتطهيرك أمام نفسك…بل ربما تذهب خطوة للأمام وتتذكر أحد لحظات تعييره لك بأنك سمين أو فاشل ..لتشعر أمامه بالفوقية وأنك تكرما منك تحبه ..وينتهي المشهد بأن أخوك محظوظ بك.
ولن نتحدث هنا عن ألاعيبك المعقدة لإخفاء جحودك تجاه والديك حتى لا تبدو كذلك أمام محيطك كا التهرب من أخذ أمك للطبيب لأن أخوك الآخر يفهم في المعاينات أكثر منك.
الخزي
عندما تعرف ماذا يجب عليك أن تشعر تجاه نفسك
أنا مصاب بالحيرة أي ضمير استخدمه في الكتابة هل هو المخاطب فيبدو الأمر كأني أتحدث إليك.. أو الغائب لأني أتحدث عن شخص آخر..أو بضمير المتكلم فيبدو كأني أتحدث عن نفسي فقط..لكني لا أريد ذلك، لا أريدك أن تأخذ الكرسي الخطأ هنا.
كيف أقول لك أني أعني نفسي لكني أعنيك أنت أيضا.
الشعور بالعار لا ليس العار ..لربما الكلمة الأقرب هي الشعور بالخزي..الأبدي.
لا أقصد العار الذي هو مربوط عندنا بالأشياء التي تحدث أمامنا.. ونحن كآلية للانفصال عنها وتمييز أنفسها عنها نصفُها بـ”حاجة عار”
و لا أقصد الخزي بمعناه الاجتماعي عندنا المرتبط عندنا بنقيض الشرف…الشرف الذي هو مربوط بإناث عائلتك
ولا أقصد الخزي الناشئ عن الخسارة والانفضاح أمام جمهورك أو من تُعلق تقييمك لنفسك بهم
لا أقصد الخزي الناشيئ عن الشعور بالسخف..أو الناتج عن الشعور بالعجز ..لربما أنا أعني الخزي الناتج عن التدرج عبرهما ..بأن تدرك في لحظات خسارتك سخف ما حولك ..ثم تدرك في عودتك من الهزيمة التالية عجزك ..لأنك ظننت بنفسك خيراً وكنت بالوقاحة ليس فقط لتحميل العالم -ابتداء بمن سبقك للحمام صباحاً من عائلتك وانتهاء بترامب – كل هاؤلاء سبب اعوجاج عالمك..لكن أيضا خرجت بوقاحة أكبر وهي أنك لديك فكرة عن الحل…
بعد مكوثك سنوات في عجزك يأتي الشعور بالخزي لو كنت سيئ الحظ بما يكفي لكي تخرج من الدائرة اللعينة الأولى.
تَمشّى معي وأنا أحاول أن اقترب من معنى الخزي الذي أعنيه عن طريق الأمثلة:
أنا أقصد الخزي كذلك الشعور عندما يكون وجودك هو محط ازدرائك..
أن تتكشّف لك حقيقة عارك الذاتي..فتلتف لأكبر تجسيد لك في العالم ..جسدك
هذا قد يحدث لعدة أسباب..لكن خذ عندك مثلا عندما تُرفض..وبينما هو-الآخر- يختار أو لا يختار أهون التبريرات وقعا عليك..أنت ستلتفت لجسد المرعوب في الزاوية لتحمله المسؤولية..وسترى كم هو قبيح في نظرك…فقط لأن هذا الشيء الوحيد منك الذي تستطيع القبض عليه..ستشعر بجسدك أولا..ثم تتضخم عيوبه…انبعاج كرشك ..اعوجاج أسنانك..الخ..ويتضخم قبحك ليصبح هو أنت…و عندما لا تستطيع احتمال ملمس ملابسك عليك..لأنها تذكرك بوجودك…هذا هو.
ربما الخزي هو ما سيشعر به شخص -تخيُّلي- ..عاش طوال عمره يمارس ويرسخ للعنصرية ضد (سمة معينة ) السود مثلا ثم بطريقة -تخيلية أيضا- يشفى من العمى (الحقيقي أو المجازي) ليكتشف أنه أسود..و يُعاقب بالإدراك الكامل بقبح ما كان يمارسه..ثم يعلق في تقلب أزلي بين كرهه لنفسه لأنه أسود وبين كرهه لنفسه لأنه عنصري.
وهو قريب أيضا من شعوري بعد أن عدت من حدث كان باسم صديق شهيد في الثورة ..وقد منعني جُبني الاجتماعي من أن أقول لهم لماذا لم تذكروا صديقكم الشهيد بكلمة.
أنه ذلك القفص الذي تغلقه على نفسك عندما تقرر أنك ستمارس سياسة عدم التسامح مع نفسك zero tolerance policy ..لأنك مملت وتقززت من مبرراتك والتي كلما كانت أذكى وأكثر تجديداً كان ذلك داميا أكثر لك.
الخزي من الجبن:
لأنك تقول لنفسك :
أنا لا أملك الجرأة الكافية للحياة..تعلم ..الجرأة ليست بمعنى الشجاعة التقليدي ..لكن الجرأة بمعناها الواسع ..القفز في المجهول..العيش في مواقف وظروف غير مريحة. الجرأة للتصرف بعملية بدل إضاعة الوقت في محاولة مستحيلة لفهم ماذا يحصل وجعل كل ما يحدث شيء عقلاني أو مبرر..
لكن الحقيقة هي أن كل هذا حيلة “اصطناع الحيرة” منك ..تعيش دور التخبط وعدم الفهم و “ما تفهم شي يا ولاد”..وستصّر وبكل قوة على أنك كشخص منطقي لا بديل عندك عن عقلنة الأمور وأنك لن تتحرك قبل أن تفهم ..ولن تدع هذا العالم وتلك الأحداث الغير مبررة تجرك لدركها.
وسينتهي بك الأمر للتعايش مع موت شباب من أجل أن تعيش أنت..وسيكون استياءك لهروب الضي عنك في وقت نومك أكبر بطبيعة الحال من تمزقهم.
والسيناريوهات لتنجو بنفسك من الشعور بالخزي كثيرة وحتى لو لم تكن أنت مبدعا فيها ستجدها حولك.
(هما مشوا ويعرفوا أن ممكن يموتوا، أني ما عنديش في الدوة هذي، أصلا يجروا بيهم..الخ) وفي طبقة ما في نفسك بين الوساخة والغرور والشعور بالمحظوظية ستسمح لنفسك أن تشعر أنك فعلا تستحق العيش أكثر منهم لأنك أكثر حكمة وثقافة والمستقبل أفضل بوجودك..
ولن يمنعك استنتاجك الخفي الأخير من الشعور بالحزن عليهم إذا كان سيناريو موتهم محكما ..بمعنى كانوا صغار جدا أو لديهم أبناء..من الآخر هكي سيناريو موتهم ستعطيه 9.8 على IMDB …ومثل ما تُسستم نفسك على تقييم المسلسلات وحبكتها ..ستكون صارما في الحكم على موتهم ومعاناتهم و أن على لحظاتهم الأخيرة أن تكون واقعية ..متصلة بشكل ما بخيالك لتجبرك على تخيل نفسك أو أناس تحبهم في مكان الضحية.
ودعني أعرفك أكثر على نفسك، شعور بالحزن هذا لن يكون بديهيا عندك ..ولكنه سينشئ عندك بعد تفكير و تدبر أو بعد أن يعتبر الكثير من حولك أن الأمر مؤلم.
يرى الجُبَناءُ أَنّ العَجزَ عَقلٌ ………..وتلك خديعَة الطَبعِ اللَئيمِ
وكل شَجاعة في المَرءِ تُغني……. وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
…..
أنا أعرف أني سأموت حتما..حتى في أضعف حالات إيماني موقن أني سأموت.
والموت دائما سيكون أكثر موقف مصيري مخيف استثنائي سيحصل لي
إذا:: أي شيء آخر في الحياة هو أقل منه وبسيط بالمقارنة به
أذا:: المفروض أتصرف على هذا الأساس وأكون أكثر شجاعة
لكن هذا لا يحدث
كأني غير مؤمن أني سأموت.
كأن نجاتي كل هذا الوقت -لأني عشت في الظل- تعطي الأمل بالعيش للأبد..
عدم قدرتي على تخيل العالم بدوني تساعدني على كشط أكثر الموت..
من دخائر الجبن عندنا انتظار تموقع أجرام مجرة الأندروميدا في شكل معين وبالتالي تآمر كل سكان محيطك حتى يهيئوا لك الفرصة التي تستحق ..
أنت تنتظر فرصة لن تحدث إلا إذا أنت خلقتها لكنك تقول أنها لو لم تأتي لوحدها فلا معنى لذلك.
ولعلك تترفع عن الوغول في أوحال الواقع مقابل بقائك في حفرة العفن.
تحلم بمسرح يجري كل من فيه و من وراء كواليسه في تناغمية تهدف لتحقق فيه أحلامك ..ولا تفهمني خطأ أنت فعلا تبذل في جهد خرافي لجعل حلمك واقعيا..لكن كل هذا الجهد هو محاكاة خيالية يقوم بها عقلك في لحظات الشرود بل أن مصفوفتك التخيلية تحتوي على تعقيدات ومشاكل وحلول..لهذا تعتبر أن كل هذا الجهد يعطيك وثيقة أنك فعلت كل ما تستطيع.
الخزي من الوقاحة:
بأن تشعر بأنك فعلت ما عليك ..بأنك كتبت في الفيس ..بأنك جردت حسابك في تويتر ..بأنك أفضل ممن سكت ..بأنك فقدت أصدقاء..بأنك شعرت بالألم
وستنسى أنك في عالم مرت عليك فيه عشرات الامتحانات ..تظاهرت فيها جميعها بأنك تنظر لهاتفك حتى يسقط في الامتحان غيرك.
الوقاحة أن تعبر عن نفسك بحامل قضية ..وفي اللحظة التالية تتغول بك سخافات الحياة من دولار لفنار سيارتك المكسور أو أن تنغصك رسالتك التي باقية seen لسنوات الآن.
من الوقاحة التوحش على من هو في مستواك أو أقل-الفيرنا اللي تسوق فيها مرأة على يمينك-
بينما التعقل والحكمة مع التندرا المسلفرة على يسارك
أذكر مرة أن حمار ما حاول يسبق طابور السيارات الزحمة زي عادة الحمير ..وجاء بخش قدامي..سكرت راسي وما خليتاش ..ولما خبط على السيارة ..هنا اكتشفت أنهم شفرليت مسلفرة فيها زوز مشفشفين -تيبيكال شفرليت اجاوس- فا شفت بعين الخيال الأمور وين ماشية ..خليتهم يمشوا..
هل يحق لي بعد هذا وصف الآخرين بالحمير
وقاحة تفهم الحياة عندما تُضبط من خصومك وقد تجاهلت آلام البشر الذين تتدعي أنك تدافع عنهم ..
لكن لأن ما حدث لهم لم يتسبب فيه “الشر الأعظم” بالنسبة لك ..الشر الأعظم الذي هو في حقيقة الأمر قد يكون مجرد تهديد لك أنت فقط..أو ذكرى مؤلمة لك..أو معاكس لتصورك لحياتك المثالية.
لأن هكذا الأمر ..فأن وقاحتك تستطيع أن تجعلك تقول ” الله غالب..هذا حال العالم الوحشي..وقد قلنا من قبل أن هذا حال الشعب ..ولن يصلح حالكم حتى تعودوا لجذور المشكلة – هنا تعود بنا لمشكلتك أنت- ..”
الخزي من السكوت:
بالصمت نحن فائزون 😂
أليس ذلك أكثر شيء مضحك -جبان-ممكن أن لا تسمعه.
شيئ يقترب في سخفه من قول بعض المهتمين بركوب المناصب “هذا مش وقت أنك تمسك منصب ..لأنه محرقة .. و سمعتك ستتشوه وستخسر فرصك القادمة”
و باستقراء بسيط/صعب عليك ستجد أنك معيارك هو النجاة ..ستصمت لتنجو و ستصمت لتكسب ..
و ستسكت حتى يساء فهمك ..عندما يكون الاصطفاف مضر ..وستسكت عندما يكون التايملاين جارف ولا تستطيع الحديث عن جثة معلقة ..وستصمت عن الجثة التالية لو كان عدم الحديث عنها غير مكلف…ولن تتكلم عن فتاة قتلت رميا على أدرج بيتها لأنك تكره الفيمينست.
الخزي من الكلام
لكن هناك دائما “لحم حي” بالنسبة لك هوا متصل بجهازك العصبي الحسي مباشرة ..لا تستطيع منع نفسك فيه من الولولة…لا أدري مثلا “ضريح تحطم، دولار غلي، بلاك آوت، اغتصاب -أحيانا هناك تفصيلات مهمة عندك هنا هل هو اغتصاب فتاة أو طفل ..لو فتاة ماذا كانت ترتدي ..لو طفل هل هناك رجل دين في الأمر ..كما ترى عديد من التفاصيل المهمة..صعبة التغطية-..
أيضا عندما يخطأ خصومي …سأخرج من كهفي لاتحدث عن داهية الدواهي التي حدثت .. وسيكون لدي سكرينشوتس وملفات
الخزي من التأقلم
من التعايش مع العالم
الخزي من الاختيارية:
نعود لسردية الحبكة ..وأيضا معركتك لتحديد مواقفك بناء على أعدائك ..قائمة Checklist الخاصة بك..ومجموع النقاط التي يحصدها الموضوع والتي بناء عليها ستقرر كم ستخرج من قواتك..وكم ستجن في التايملاين.
لماذا وضعتُ هذه الصورة فوق ..لماذا هي بالذات ..لماذا تجاهلت قضايا وضحايا آخرين ..هل لأنها فعلا حسب معتقداتي هي أكثر القضايا إنسانية عدلا و ظلما ..أم هي لعبة اللاوعي داخلي ..وارتباطها بمخاوفي
أم لأني (جبان) فلم اختر قضايا جدلية،
وقح فوضعت قضايا لا جدال على مظلوميتها
صموت لأن الحديث عن غيرها سيجعلني اصنف من قبل آخرين لرأيهم أهمية عندي
متكلم لأن الأمر مؤلم جدا أقسم بالله لك أنها مؤلمة لي…كل واحدة منهم شرخت لي روحي..اقتربت فيها من الجنون ..وأنا حقا آسف آسف آسف
وأنت ماذا عندك هل تجتهد لتتحدث عن كل قضية حتى لا يقال لك و “أين أنتم من تلك الحادثة”..هل الأمر مجهد ويتطلب الكثير من العمل ؟ هل تتمنى لو يرجع بك الزمن للوراء حتى تسجل موقف لنفسك من كل قضية بحيث تستطيع كل فخر أن تقول: “قلت لكم..وتحدثت عنها عندما صمت الجميع و بلا بلا ” فلا يستطيع اللي شادينها وراك مسك أي شي عليك.
الخزي من جلد الذات
101 تطهير نفس
التطهر من خزي النفس بنشره وانتظار التعاطف ومدواة جروحه بشفقة الآخرين..وتسابقك محيطك للالتفاف حولك واخبارك أنك شخص كويس بل أنت رائع ..بل مكمن روعتك في اعترافك بخطاياك ونقاط ضعفك..
لتعود بعدها مرحاً مستعداً لرد الدين لكل من جاك في “اعترافاتك”
……………………
أشعر أني قسوت علينا قليلا..
لهذا دعني أقول لك ليس من الصحي أبدا أن تعيش الخزي ولا أظن أنك تستطيع العيش بالخزي أصلا.
الخزي هو حوض من الحمض لحظة الوقوع فيه ..لتنجو منه ليس لك إلا التشبت بكل حيلة لديك ممكنة للخروج منه بما قدر الله لك من نُذب.
الخزي بالمعنى المطلق لن تسطيع عيشة أصلا..إلا تخيلا منك ..وحتما لن تستطيع التعايش معه.
لأن الشعور بالخزي الحقيقي سيجعلك تجثو…وتذهل عما تملك وعمن تحب ..أنه الفزع الأكبر.
أنا فقط أريد دائما أن احتفظ بقدرتي على الشعور بالخزي ..وأن أتذكره في أكبر لحظات انتصاري وغفلتي لأني أعلم يقينا أني لا أملك أرضا صلبة من تراكم وجودي هنا..وأني خسرت منذ وقت طويل تبرير أني فعلت ما أستطيع …لأني حتما لم أفعل.
وبكل خزي أنا متأسف لكم جميعا
18 سبتمبر، 2020
شديدة ..ولازم منها
لا شك أننا وصلنا لختام هذه التدوينة لعدة أسباب واسمح لتعليقي بأن يكون أيضاً بصيغة الجمع حتى لا أشعر بخصوصية المشهد وكأنني وحدي من أُصيب بسهم هذا الحديث الطويل والواقعي، في البداية كل واحد منا تخطى نقاط بها قال وأسلم أنه لا يشعر بالخزي فيها لأنه لا يُمارسها، أو أنه يحافظ على العيش في نقيضها، خزي الجُبن مثلاً، ولكم أنقذنا/ني بيت الشعر الذي تم اقتباسه لأنه وكما تعلم أننا -نحن- من نعتقد أننا لسنا جبناء أحياناً نتمنى لو كنّا كذلك، لأن الشجاعة والتظاهر بها خطان ليسا من السهل تأكد أنهما مايجب عليك فعله، (تو ماجت إلا عليا بنعيش بدور سبورمان) ورغم توجهاتي النسوية إلا أنني لن اكتب أو سوبر وومن، فأنا أدرك عمق الخيال في تلك الشخصية ولا أريد لعنتها أن تنصب علينا، أرجع لأقول ما لم أستطع أن أُأجل كتابته، فيما كتبت كل واحد منا سيجد نفسه في نقطة أو اثنين، في الحقيقة هناك من سيجدون أنفسهم في كل النقاط ولكن ذلك الفريق بالتأكيد لا يقرأ مقالات بهذا الطول، لذلك فأنا لم أحب أنك تتهم نفسك بالقسوة علينا، بل عليك أن تصلي لنا ولكل من عارٌ عليه أن لا يشعر بالعار والخزي بمعناهما المجرد أن يستمر هذا الشعور فيهم/فينا… ولا يترك إلا من تطهر و أصبح قادراً على أن يكتب -آسف- أربعة مرات ثم لا يُقبل منه هذا الاعتذار فيغطسه بالخزي ويقدمه فيُلتفت عنه كما التفت عن آخر ( لسنوات من الآن ).
هذه التدوينة كانت لتكون نقطة بداية لمن يريد أن يعترف أنه حقير ولكن ليس بعد هذا الحديث لو دسست له بعضاً مما يجب أن يفعله ولكن ستقول لي ومن أنا حتى أوجه الآخرين ولا أوجه نفسي، صحيح ربما سأفهمك.
وآخر ما أريد قوله هو شعوري بالاطمئنان تجاه أولائك الذين حقاً يريدون المحافظة على معنى الشعور بالخزي فلا يرتفعون عن الآخر مهما ارتفعت مصابيح أفكارهم، ولكن أخاف وأخشى أن ذلك ما يُعتقد أنه واقع وماهو إلا حديث (في حال الوسع)…
وأعتذر عن ما يُعتذر عنه.
وشكراً على هذه التدوينة.
شكرا لردك ..لا داعي للاعتذار أبدا..مازال لدي ما يقال حول الأمر ..لكن ربما في إطار آخر ..ربما في بودكاست أو حوار..بشكل ما أنا أريد أن أقول من قلتيه أنت ..أنا أطمئن للذين يحملون شيئا من الخجل في داخلهم دائما..أو هم مستعدين لذلك دائما.
شكرا لك مرة أخرى