“قصة قصيرة”
أطلق الرصاصة في بطن الرجل
– عااااا…علااااش …اه..اه… بنموت ..ارفعني لمستشفى أرجوووك
– مستشفى شنو …علاش ما تبيش تفهم ..أني نبي نقتلك ..بعد شوية بنضرب رصاصة في راسك
المشكلة علاش مازلت تترجى فيا …درهتلي كبدي.
خليتك تحفر قبرك ..وأنت زي الخروف حفرته…..قصدي …نبي نفهم ..علاش حفرت القبر.. كانا ما حفرتاش شنو بصير..بنقتلك ..نفس النتيجة …هيه ..أنت ..اشبحلي يا بهيم ….هي شوف هي ..قاعد تنفذ في اللي نقولك عليه
– علاش هكي ..حرام عليك ..اه..شن درتلك أني…بالله عليك ننزف..
– واااك.. اسكتتتتت…كون راجل حتى في آخر لحظات حياتك…أنت بعد شوية بتموت … افقد الأمل خلاص .
أني ضربتك في بطنك بالعاني …نبيك تعرف أني ما نبصرش.
همم..مش عارف هيا فكرة بعيدة علي شكل زيك ..لكن هل أنت تقفـقفلي باش نقتلك بشكل رحيم..هذا علاش؟..شن الفرق..وعلى كل غيرت رأيي الطلقة الجاية في.
أطلق النار على ركبته.
– عاااااااااا…..رجلي ..رجلي…بالله عليك …اعععع…فلوس ..تبي فلوس.
– شوف ..شوف ..قاعد جبان …قصدي أنت مقتنع أني مريض نفسي ..ولّه؟…ومع هذا خايف تقولهالي…قاعد متشبت بحاجة ..
بأمل…أو يمكن تحسابها زقاطة ..فلاحة تلخبيط.
لكن لا ..أني من نظرتي في التريس..أنت مش تريس ..في الوسع تلخبط..لكن توا أنت تهتري وخلاص…عرفت زي اللي في المقاطع ..كيف يذبحوا فيهم ..يبدى مستسلم…حتى نظرة غضب ما يقدرش يعطيها للي بيذبحه..حتى أنت نظراتك هلع وخوف ..وجبن…تبي الحق ..أنت اللي مريض نفسي …من صغرك ..وأنت هكي زي الدجاجة طرحتك…أنت وكل الناس …يفرخوا فيكم في دواجن..الإنسان الطبيعي مفروض يقاوم..غريزة البقاء..أنت ما عندكش ..مش عارف أنتم ضحية المجتمع …كمشة بهايم تهربوا حتى من الصوت
– عااااااااا..
– اسسسسسسسسسسكت يا كلب ….شفت هه…سكتت ..تعرف ..سامحني ..أنت حتى دجاجة ماجيتش ..الدجاجة وين يذبحوها ..تصيح وتخبش..أنت أجبن من دجاجة عربية..ههههههه….تعرف حتى البهايم مرة شفت فيديوا مجموعة جاموس أفريقي..عرفته الجاموس بقرة..المهم تجمعوا وهجموا علي أسد وضربوه و..
هيه أنت ..خيرك بديت تصكر في عيونك…معناها بيدت تفقد …
يركله
– فيق …
يجلس على حجر
-افهمني يا راس ..أنتم كلكم سبب خراب العالم …والبلاد ..خوف متجدر….والقذارة هو أنكم تفشكوا في الوسع …
في فهم غلط علي الشجاعة …شجاعة المتحكم مش شجاعة …زي الولد اللي يبدى راجل علي اماليه وخوته ويضرب ..ومحدش يقدر يكلمه إلا لما يكون جوه مليح….وفي الشارع زي النعجة..يهز في راسه ويضحك.
شجاعة الرديف مش شجاعة …الشجاعة اللي ناتجة علي الفقدان والحبوب…الشجاعة اللي تجي بعد الغضب …ويتحول لحيوان …يبدى يشحن في روحه بالغضب …ما يقدرش يقتل الا لما يهبل ..ولما تجي علي راسه يهرب ..
إللي قبلك كان هكي ..جبته من منقع الرديف…تعرف في الأول يسب ويكفر..ويهدد ويعيط ورغاوي زي الجمل..
لكن لما طربقته بطلقه في ركبته حتى هوا …شيء مزري يا برو…يعيط بدموعه زي البنت …ويترجى ..وراس امي وراس بوي
ووصلت بيه الوقاحة يقولي حرام عليك ..
قصدي وين شجاعة فقدان الأمل …هذه هيا اللي ندور فيها …شجاعة الابتسام قدام فرقة الإعدام …علاش الرديف ما عندهمش..
المفروض هما أقرب الناس للشجاعة وقوة القلب.
لكن تعرف ..بعد كم حالة .هههه…”حالة” زي دكتور نفسي..المهم ..ممكن الرديف هما اكتشفوا بدون ما يعرفوا الحمير طبعا..
أحد قوانين الحياة ..تسكير الراس تجيب في فايدة….تقضي في المصالح…تسكير الراس تخليك تعبي بنزينه في خمس دقايق..والقطيع يستنوا بالعشرين ساعة …تاخذ اللي تبيه ..ايوا ..هذه هيا …تسكير الراس يخليك تاخذ اللي تبيه في بلادنا وبطرق اسرع..
هوا يدير في حاجة مضمونة..مافيهاش مخاطرة..وأي حاجة مافيهاش مخاطرة مش شجاعة.
لأني لما حطيت المسدس علي ودنه كانت شبحته غبية للنم.. مش بتاع واحد ولد جبهة.. جو مش علاش بيموت..بدي يخض زي القطاطيس الصغار زمان منين كنت نشد فيهم…حتى أنت كنت تشد في القطاطيس؟ جو عليهم ..ههه.
لكن أني قصدي من العملية هذه كلها إني فديت من سوء الفهم هذا …ونبي نثبت لنفسي ونشوف بعيوني الفرق اللي مش واضح بين تسكير الراس والشجاعة..وبين الحكمة والخوف..
ونحب نعطيك أكبر وآخر حقيقة في حياتك ..أنت مش حكيم ..أنت خواف ..مش راجل …مش فالح ..انت ممكن كنت تحساب روحك ..تمشي في أمروك بذكاء وحكمة بدون عار ..وشحوط قرواطة وبدلة ..وتعرف تتكلم وتلخبط ..كله بالنظافة والإحترام
لا ..انت زي الحثالة الرديف…العامل المشترك ..أنت مداير طريقة تاخذ فيها اللي مش حقك..هما مقصرين الطريق..وأنت تبي تبان محترم وفالح قدام أمك…فهمتني…أيوا.
تعرف وين تفكر فيها مفيش كلمة ليبية معناها الشجاعة..
همم..عندك ‘ما يخافش‘ والا ‘دماغة مسكر’..تنقال حتى للغبي ..هههه..هذا يوريك نظرتنا للشجاع
‘ما يوخرش’..ههه..حصان يعني ..
من هذا نقولك يا صديقي ما صارتش مناسبة أن تكون عندنا كلمة..ههه.
قصدي وين شجاعة الإيمان…مش شجاعة العباقرة اللي يشوفوا في المسافة بين المخاطرة وبين الخطر نفسه…
مش زي اللي يمشوا علي الحبل في السرك أو اللي ينقز من عمارة لعمارة..هاذم أذكياء..هو واثق أنه هيوصل…واثق إن الحبل مش هينقطع…واثق إنه مش هيموت..مهأه…هذه مش شجاعة اللي ندوي عليها..
نحكي علي الشجاعة النادرة…الشخص اللي خاش وهوا مش واثق أنه هيطلع…ومرات يبدى واثق إنه مش هيرجع…
ومش لأنه فاد من حياته وكارها…لا شخص ناجح ويحب حياته ..وعنده ما يخسر…لكن ديما القرار عنده ساهل ..
مش لازم يتنكطى باش يتحرك…وقراراته في الغضب زي قراراته وهوا يضحك…
اخ كان نطيح في واحد هكي..
مش زيك أنت ..قطوسة متخلفة.
-هييه …شنو فقدت الوعي ….خلاص معناها …هي شهد كان بتشهد والا ماندريش عليك
-…
طاخ
…..
2014-8
هذا تعريف معقد للشجاعة .. شكراً على هذا الصباح عير التقليدي 🙂
استمر 😛
معتصم كان شجاع 🙂
الحقيقة إن تعريف الشجاعة ..غامض ولعوب جدا..وربما هي باختزال مضر هي أن سلوكنا دائما ينصاع لقيمة خارجة عنا..ونحن مقتنعون أنها حق..مع انتفاء شبة أنها ما نريد.
لكن أظن أن لا خلاف أن معتصم لم يكن جبانا..
بجد المفروض يصوروه فيلم…. أحسنت!!
شكرا جزيلا ..D:
ممكن قعدت فيها نص ساعة بيش لايمت غرقها .. فلسفة تستحق التمعن والتبني