هذه تجميعة لتغريدات ذات ليلة عن طوابير الينزينة…
تحت هاش تاج #حكايات_طابور_البنزينة
وتم تمغيطها لجعلها أقرب للحكاية الساخرة
……………………………….
بدأت الحكاية عندما تأزمت حالتي …وقرأت في دعاية ممولة في صفحة في الفيس عن جلسات علاج جماعية.. للمتضريين نفسيا من طوابير البنزينة…
في الأول نحسابها زي صفحة علاج الصلعة في تركيا يبو 2000 يورو فقط لا غير ..فسارعت للحظر…لكن اتضح انها مجانية
-عا الأقل مش احني بندفعوا …مؤسسة المجتمع المدني اللي مدايرتها بيخلصوا من مجلس اللوردات الانجليزي…وهذا شجعني لأني ممكن نلقى متضررة نفسية من الطوابير…وكلنا نعرفوا أن لا شيء يقرب بين أفراد الشعب مثل ما تفعل مصائب الوطن..ومؤسسات المجتمع المدني-
فقررت أن نعطيها فرصة…. جلسة العلاج طبعا مش المتتضررة نفسيا.
كان المكان المختار لاوادجو سيارات خلف شيل مغلق منذ سنوات من أجل مجابهة الماضي الأليم كما قيل لي..
جلسنا في دائرة جميعنا على بانقات بنزينة….وكل حد يحكي علي تجربة عاشها في طابور البنزينة حتى يخرج الغضب داخله ..
ترددوا الجماعة كلهم…
لكن أني رائحة البنزنية رقت عليا من البناقا ..فرفعت يدي ..
– اه ..لدينا شخص شجاع هنا…رحبوا بيه..تفضل
– أهلا ..أني محمد…وقفت في طابور بنزينة 24 ساعة ..
صفق الجميع ..مهنئين لي باعترافي ..
وبدأت…:
بعد بحث دؤوب عن الشيل ابن الحلال والسؤال عن أحواله وطول طابوره ..وعدد اماكينه ..وقداش ساعة يفتح…
– طبعا الشيلات اللي طابروها قصير هذه بنسبة كبيرة كمين …لأنها مسكرة وطوبواتها متقلعات ..بسبب دعكة نجم عنها رقبة غالبا.
..لكن في بعض الناس عندنا عندهم ديما أمل خرافي …أنه فجأة الشيل يتصلح ويفتح……نظام واحد معبي جابية حوازتهم مية..وحصل صنارة مشي يصطاد فيها..منه يعيش أجواء رامي الصياد الصغير ..ومنه مرات الزغلان تطور وأصبح كلب بحر..
رد بالك تبعهم-
المهم نعودوا لموضوعنا..
وقع الاختيار علي شيل السعادة …
ووصلت ..
.شعور أنك آخر واحد…كل هاؤلاء قبلك
تشعر تجاههم بالغيظ …أنتم سبب الزحمة …تو معلقولة جميعكم ما عندكم بنزينة..؟؟؟
امالا منو مداير الزحمة في الطرق ” سؤال منطقي كما ترى”…
شوية يجي حد يدرس وراك …فتصبح أنت من هاؤلاء الأوغاد…
في بداية الأمر تكره كل من في الطابور …وتتعامل بحذر ..وفور أن يتحرك اللي أمامك ..تجري تتحرك بعده ..وتلصق فيه ..
وتنزل تفنص .نظام كل حد يشد مكانه في الطابور…” طبعا غالبا عند بوابة الشيل الجماعة تخش في المعاكس وتنقيز…لكن لأنك لا ترى الشيل أصلا ..فالشيء التي لا تراه ..هو غالبا غير موجود”
لكن بعد فترة – نتحدث عن ساعات هنا – تدرك أنه لكي تصلوا جميعا لابد أن تكونوا يدا واحدا أنت وجيرانك في الطابور..لا سيما ضد كل من يحاول يزقب في النص…فأنت ستحتاج أن تذهب للجامع القريب…ولحمامات الجامع القريب..
وتحتاج تمشي للمقهى ..ويمكن تحتاج حتى تمشي للحلاق اللي جنبه..
لهذا ستضطر لترك سياراتك…والطابور قد يتحرك فجأة فمنو بحركلك سيارتك…لهذا وبسلاسة تلقى روحك متصاحب مع الجماعة اللي حولك ..وتلقى روحك ماشي للقهوة وجايب سيرية طواسي نيسكافيه للجماعة…
والراجل اللي وراك يطلع شكارة تمر تاكلوا منها جميعا…ومرة مرة ..يتحرك الطابور فجأة ..فينقز الجميع للسياراتهم ..وهم يضحكوا ..” زود يا حمد لا ياخدوا دورك “…صداقة نقية كما ترى.
توصي جارك علي السيارة ..يدفها كان تحرك الطابور..تخليها فولا..وتنطلق بتجاه الهدف “جبل مارودر”..قصدي الشيل…لازم نعرف شن صاير غادي ..بالك مافيش شيل أصلا .
وتمشي في الطابور الطويييييل ..وتفكر تقول لروحك ” هل تعلم يا محمد أنه لو ربطت شنق كل هذه السيارات فإنها ستشكل حبل من هنا إلى القمر”
تظلم عليك الدنيا وأنت في الطريق …لكن تلقى عوالم في الطابور..تجمعات بشرية وعرقية…
جماعة يديروا في مبكبكة في صندوق التيويتا….
شباب مقعمزين يدربكوا ويغنوا
كشك دخان طلع من العدم
حضرة عيساوية والجماعة تجذب….” ما تستغربش صارت في الميدان في آخر مظاهرتين”
جماعة مدايرين ختمة..
واحد مداير سطل مية ويلمع في الديسكوات والمرش
فتولي لسيارتك وترقد….
تمر الأيام واليلالي …تصب المطر مرات…ومرات نو…ومرات قبلي …
الحاج صبحي قدامك ..في وحدة من الوقفات خدم جارسيوني تستاتا للتيوتا بتاعه.
لكن في الأخير …توصل…العديد انسحب لكن انت صمدت.
توصل قريب لأسوار الشيل. تشوف من بعيد علامة الراحلة… وتجيك الرعشة .. البعض سقط يبكي .. تريس شنابوات تضبط في بعضها..
لأنه عند سلاسل الشيل .. حتى الفروخ- الفروخ فقط اللي شدوا الطابور طبعا- يحترموا أنفسهم لانهم وصلوا بعد رحلة ارتقاء مع النفس…
خاضوا فيها جميع الامتحانات ..وعرفوا فيها تفاهة الحياة ..وتفاهة أنفسهم..
هوا صحيح وين قريب توصل لفم الشيل يقولولك إن البنزينة تمت وستنتظر لأجل غير معلوم” زي انتظار الدستور هكي”…… لكن خلاص أنت وصلت لمرحلة رهبان التبت في الصبر والتسليم بالقدر ..وتبتسم في تسليم ..
ولكن فجأة عندما يفتح الشيل …تخش بعضها ..
يحصل ذلك الجنون ..عند عنق الزجاجة .. في مدخل الشيل وما حوله …هبال ..عياط وصياح …ورصاص ..وناس تجري في الطريق واللي شاد الثاني يضرب فيه بمفتاح انجليزي..
خلاص معادش في طابور..ولا كبير ولا صغير ..
حتى الأصدقاء اللي درتهم طول الطريق ..ينقلبوا لوحوش…حتى الحاج صبحي اللي شريتله شويشة زبادي…وين تجي جنبه يحذفك بيها على ودنك…تنظر له في هلع والزبادي سيل على عنقك :علاش يا حاج صبحي..ظننت أننا أصدقاء..عندما قلت لي بارك الله فيك يا وليدي …ألم اشحط معاك ضاضوات التستاتا ؟؟؟؟.
بعيني رأيت سيار سراتو صفار ..تدف في سيارة تيوتا 88..الكتف في الكتف.. الهيكل تعوج … لكن السيراتو ما وخرش .. خلاص ..الجنة علي بعد خطوة…
تلهمك حماصة صاحب السيراتو …تتوكل علي الله وتقفز في الخضم…تخوى هذا..وتلتف..وتصكر راسك…وتخاف ..وتفرح وتعيط…وتتاسف..وتلعن ..
وفي لحظة سلو اموشن بالبطيئ..تزرق سيارتي الميكرا بين الصفوف لتقف بين يدي كاهن مكينة الشيل .. يبتسم في سيطرة…كل ما حدث ويحدث هو خارجه…خارج الزمن .
تقوله وأنت تتنفس بسرعة …عبيلي يا عمي بالله ..رغم أنه أصغر منك .. لكن لازم تحترم هذا الكائن الاسطوري…
يرد عليك في هدوء:” بالشوية يا وليدي ..كلكم تعبوا اليوم”…تقوله ..اني فتحة التنك من الجيهة الثانية..عادي..؟؟
يقولك بنبرة -هاؤلاء الأطفال يعجزون حتى عن تسكير سريتتهم بنفسهم – :مش مشكلة لصقها والقلب المسدس.
تتعبى السيارة فلل…والبنزينة تسقطر برا ..يجي بياخذ الطوبو..فتعيط عليه في توحش:مازال ..ليس بعد.. وتبدا تهز في الهيكل شفتهم يديروا فيها…فكرة عبيطة …لكن العقل فقدته من لما الينزينة بدأت تأشر..
تعرف أنه سيرفض لكن لازم تحاول تقوله يا خونا بالله عندي بانقا كانا فيها كيف..
-لا
باهي شيشة كفره
-لا
حكة شوروبو كحاحة محدش هيورق
-لا
وبعد أن تيأس أنه يعبيك اي شيشة فتطلع محرمة الوالد من جيبك وتقوله علي الأقل..زرزقلي عليها شوية .. خليها ذكرى عزيزة..
ثم تنطلق تسطرب ..الجميع يطلع يسطرب …هاربين من حقيقة أنهم وحوش …يحاولون الفرار من الشيل لأنه يذكرهم بأنهم كانوا مستعدين للقتل من أجل بانقا…وأن البعض قد قتل فعلا من أجلها…
…..
انهيت قصتي …فصقك لي الجميع …وتم اعطائنا بلاكيت بنزينة كهدية ..!!
لكن أني قطعت البلاكيت لأن شيل السعادة سكر تم حرقه وصاحب الشيل تم ضربه بشيته في دماغه في الزحمة …!!
ابدعت!
في سبيل البينزينة ….
يعيش المواطن الليبي أعظم تجاربه الروحية
محمد لخصت معاناة كل سائق ليبي في احدى أكبر محنه ، أبدعت فعلاً
شكري آنست ..
نعم غريب كيف أن بعض الأشياء الغير مهمة كالبنزينة ، تغدو في بعض الأحيان هي أهم شيء…
والإنسان قد يموت في سبيلها…
يعطيك الصحة… مبدع
شكرا ..^_^
رائعه اتمني لك المزيد من النجاح
هههههه ياللهول..والله ضحكت وتحسرت وعاودت ضحكت وتحسرت بضحكة وضحكت بحسرة..المهم إن إنت أبدعت..
آه..وين جلسة العلاج؟ الوضع متأزم..بديت نكوبس في الليل وماعادش نرقد بعد تجربة طابور البنزينة 🙁 🙂 🙁 🙂
قريتها من أسبوع واليوم عاودت قريتها تاني.. أسلوبك فيه Black comedy & saecastic إبداع :))
ماعندي مانقول غير انك ضحكتني و فعلا شر البلية مايضحك مدونة رائعة
شكرا لرأيك ..:)
مدونة رائعة
شكرا جزيلا 🙂
شكرا واللهي العظيم ضحكتني
ولايهمك…سعيد برأيك ..:D
ربي يعيين …أبدعت في الوصف و التعبير مرة أخري
جميل جدا..إبداع
عارف ممكن تخلق شخصيات من اصحابك الي تعرفت عليهم في الشيل ولكل منهم قصة خاصة بهكي ممكن تزيد اجزاء وتخليها رواية😂😂
هلبا يا محمد، هذي مفروض تتوزع كمنشورات على طوابير البنزينة .
ههههههه … منوّر يامحمّد على الإبداع .. قصة 3D كأنّي في شيل السعادة .. ونشمّ في ريحة البنزينة لتوا
سمحة بكل