– من ذكريات ثورة 17 فبراير(مقال في الجارديان)

في عشية يوم 16 فبراير 2011 اتصل بي شخص من بريطانيا عرف عن نفسه أنه “جورج” وأنه يعمل في فريق مــيدان , وسألني أن كان باستطاعتي كتابة مقال حول ثورة فبراير التي كانت وقتها تستيقظ وأنه هناك احتمال كبير أن ينشر هذا المقال في الجارديان

طبعا ردة فعلي كانت “واو الجارديان” , أملت له بريدي الالكتروني عبر الهاتف .
وكتبت المقال بين الساعة 23:00 و منتصف الليل , وأرسلته له. وبتاريخ 17 فبراير نشر المقال ….

ورجائي من الله أن أكون وفقت فيه , وأثرت ولو بشكل طفيف في تشكيل الرأي الخارجي الداعم للقضية الليبية.

وأشكر من قلبي صديقي جورج الذي ومن دون أن يكون هذا واجبا عليه حاول نشر الحقيقة للعالم وكانت يتصل دائما بي ويشد من أزري ويدعمني بكل صدق, وأشكر موقع ميدان الذي يمكنك معرفة المزيد عنه عن طريق الرابط أعلاه الذي ساهم في نشر الكثير من المقالات عن واقع النشرات العربية

هذه وصلة المقال في موقع الجريدة : “Libya’s regime must now fear its people’s anger”

 طبعا تم نشر المقال باسم محمد من ليبيا لأسباب تتعلق بسلامة رقبتي D:

…………………………………….

وهذا هو المقال باللغة العربية :

آن للنظام الليبي أن يخشى غضبة شعبه

 

منذ شهرين ماضيين، لم تكن أفكار الحرية واردة في ليبيا. بخلاف اليوم، الذي بثت فيه الثورات في تونس ومصر الأمل في قلب كل واحد منا.
وكليبين، فقد أظهرت لنا مصر أن ماحدث بتونس لم يكن استثناءً، أو حدثًا غير قابل للتكرار. فهؤلاء الذين قالوا أن “مصر ليست تونس” ثبت أنهم مخطئون. إن مشاهدة تلك الملاحم جعلتنا نصدق أن النهايات السعيدة يمكن أن تحدث خارج شاشات السينما، وأن تلك الفيديوات الضعيفة الجودة المنشورة على الفيس بوك التي تظهر ما يحدث في الشارع والكلمات التلقائية للمتظاهرين يمكن أن يكون لها أثر أعمق من أكثر أعمال هوليوود تأثيرًا.
بعد قليل من تنحي مبارك، قلتُ لصديق مصري لي أن أجمل ما منحته الثورتين التونسية والمصرية أنها أعادت لنا الشجاعة على الحلم والتصريح بأحلامنا وحقوقنا دون أن نكون مثيرين للشفقة كما لو أننا نبارز طواحين الهواء.
وهذا مايفعله الليبيون الآن، فاليوم، الموافق 17من فبراير، هو “يوم الغضب” الليبي. وهو يتوافق مع الذكرى السنوية لمظاهرة التي ابتدأت سلميةً في عام2006 وتم مواجهتها بمختلف أشكال القمع التي تشمل الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع. لقد اختار الشباب هذا اليوم للتعبير عن غضبهم، وللمطالبة بحقوقهم، برغم التهديد الحقيقي للعنف.
لقد حاول النظام الليبي استباق هؤلاء المعارضين لإنقاذ مايمكن انقاذه ولتثبيط همة الشباب الليبي. والنظام بعد كل ذلك، هو أفضل من يعرف مدى تدهور أحوال الليبين وفقدانهم لحقوقهم.
وتشمل تلك الحقوق المهدورة، فقدان حرية التعبير،وتدهور الظروف المعيشية، ومعدلات البطالة العالية بين الشباب، بالإضافة إلى انتشار كافة أشكال الفساد الحكومي مثل: الرشوة، والمحسوبية، والإهمال، وعدم الكفاءة. إن جهاز الشرطة فاسد، والخدمات الصحية فاسدة، والنظام التعليمي فاسد.
والحكومة على علم بكل هذه القضايا، وهي تعلم أنها المتسببة فيه، ولهذا تلجأ لإجراءات يائسة لحماية نفسها.بالإضافة إلى إعلانها النية لاتخاذ إجراءات واقعية للإصلاح. يا للمراوغة!
لقد اعتبر الكثير من الملاحظين ومن ضمنهم الكثير من الشباب، أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة غير كافية لتحقيق مطالبهم وأحلامهم. لم يثر قرار الحكومة بتوزيع قروض للشباب اهتمامًا، خاصة مع علم كل ليبي أن هذه القروض ستكون في يد من يملكون السلطة وأقاربهم.
وهذا ما خرج الشباب للاعتراض عليه يوم الأربعاء في الكثير من المدن الليبية، خاصة في شرق ليبيا، لتوصل للحكومة الرسالة التالية: عليكم أن تخافوا من الشعب، لا أن يخاف هو منكم. لقد سمعنا أخبارًا متنامية عن الصدامات التي جرت بين المتظاهرين ضد نظام الحكم من جهة، والمؤيدين وقوات الأمن من جهة أخرى.
عندما خرجتُ صباح الأربعاء، وتجولت في شوارع طرابلس، لاحظت التواجد الكثيف لمختلف قوات الأمن، وكذلك بعض المظاهرات المؤيدة للنظام –والتي كما هو معروف- مدفوعة الأجر لتخرج في نطاق صغير لتردد شعارات النفاق التي عفا عليها الزمن. بعضهم وضع صورة القذافي على سيارته، وأخذ يتجول في المدينة، غير آبهٍ بغيره من السائقين، فهم لم يكتفوا بعدم احترام القانون، بل اعتبروا أنفسهم فوق القانون نفسه.
وكشاب ليبي عادي فإنني أقول للحكومة الليبية، أن الشباب الليبي ليس ساذجًا، ولن يتم خداعه بوعود الطعام والشراب لأن الإنسان لايعيش بالخبز وحده. ينبغي أن تتخذ الحكومة الليبية الطريق الصحيح للمرة الأولى:أن تحفظ البلاد من الدمار، وتشرع في إصلاح حقيقي، و تمنح الناس حريتهم وحقوقهم.

18 فبراير، 2012

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *