مرثية دودة



نص قديم

أهي أنت..؟!
الدودة الخضراء، كنت؟!
تدُبـّين على وريقات التّوت والعنب….تخشين مناقير العصافير..لعلك كرهتي عجزك وبطئك؟!
أو دار بخلدك حلم …بأن رفعت عيناك عن حضيض الأرض يوماً..
فزعزعك أن الفضاء فوقك رحب .
فتضرعت إلى إلهك بأن يجعلك جناحات فقط.
ويأخذ جسدك هذا!
فتململت الإستجابة داخلك…تبغي الحياة.
حسبتها جناحين أول الأمر.
ونسيتي أن الفرحة بكل شيء تعمي أبصارنا بالثمن الذي نسفحه لأجلها
فأذا الامر..ككل أمر جلل…يبغي قرباناً .. لأن هذه الأشياء لا تشرى ببخس الأثمان..ولكن ثمنها، كمثلها فادح!
وهو أن تموتي…أن تفقدي نفسك..مصداقاً لتضرعاتك.
أن يأكل الحلم أحشاءك لينمو
بل أنه عليك أن تقتلي نفسك.

أن تحيكي كفنك..حريراً خالصًا ..وقد فعلت
نعم ….بحرص الزمان على تكفين الذكريات بالنسيان.
ودعت شعاعات الضوء..ونمتِ
ولكن ..
ـولكن ..يا فراشة أأنت هي..؟!
أم أنك -هي- قد ترتكتيها خلفك في لحدها..؟!
أوقوفك على ضريحها برهة…أكان توديعها ؟!
أم للملكين وسؤالهما تُعِدّينها..؟!
أم كان وصاياها لك…طلبها لك..أن ترفرفي بها…في سكراتها؟!
حمّلتْ معك ذكرياتها..وحكاياتها ..عن مذاق الورق…خشونة اللحاف..؟!
أعرفت شيئاً عن حملها إياك حلماً بادئ الأمر-يوم لم تكوني شيئا مذكوراً-؟!
ولما رفرفت…أحُمْت حولها …وتأملت عيناها الخاويتن….بالله أفعلت.

___________
مارس 2007

9 ديسمبر، 2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *