من يدري

السؤال عبر الكيوريوس :
” أنا شبه زيك من النوع اللي ديما يشكروا فيه الناس ومش ضروري بنات بس نقصد هنا يعني محبوب من الناس وديما يعطو فيا – كما أرى نفسي ولا أقصدك هنا- أكبر من حجمي.. ووين ما نلتفت كراشات والجو هذا… ف نبي نسألك ما تشعرش بالسخف من هذا كله؟ وما تحسش بنوع من المش عارف كيف بنقولها “يا جماعة غر ساد معش تغذو غروري بالله عليكم”؟ وما تحسش بالمسؤولية أصلا من كل هذا الثناء؟ وأيضا الطهقات العابرة ماتخوفش فيك؟ فتقرر أنك ماتعطيهمش وجه لأنك عارف أنها طهقة ولو تماهيت مع إحداها وكشفت روحك حيجي اليوم اللي حينقالك “هلا ابتعدت قليلا حتى أرى الشخص الذي خلفك” فتأخذ الطريق من قصيره وبأقل الأضرار مع الشعور بالندم على تفويت العديد من الفرص التي ربما ستكون إحداها عظيمة ولكن كله إلا الشعور بالسخف”
……………
الجواب:
الكيوريوس كان في حد للحروف لهذا ما قدرتش ننشر الرد كامل هناك..لهذا فكرت في نشره هنا في مدونتي..
والحق السؤال اعجبني هههه
……………

ول..فكرت أنه مهما قلت فإن كلامي سيبدو كأني عارف شن ندير ..لهذا خليني نقولك من البداية فعلا أني مش عارف شن ندير..لكن هذا لا يعني أني عشوائي أو فاقد الإرادة..
عندي زوز أمور تقدر تقول أقوى محركات عندي الأول: “شن مفروض يكون موقفي من أي شيء” والجواب يحكمه قيمي وأخلاقي ومنافعي و الآثار القريبة والبعيدة عليا وعلي الآخرين..وهذا غالبا محرك مثبط ويشد.
المحرك الثاني “كم سيكون ممتعا هذا؟” وهذا يتحكم فيه مخيلتي ..وبناء ردود الافعال أني والآخر..وفعلا نمشي فيه هلبا مع الجميع..تخيليين وحقيقيين قراب وبعاد ..واحد منهم قلته زمان في تويتر تقريبا مع كل شخص نتقابل معاه -مرات في بوابة-نتخيل أني فجأة نضربه كف ونتخيل ردة فعله ..وغالبا هذا يصير وهوا يتكلم ..
والمحرك هذا تقريبا هو اللي يقود في أغلب ما ندير فيه في السوشيال ميديا وتويتر بشكل أخص.
المحرك الأول غالبا هو المسؤول عن كل شيئ لا أفعله ..سلبي يعني..ومرات يتكلم لما نتكلم بجدية ..وهو شيء يحدث نادرا.
الآن بالعودة لسؤالك..مش عارف..مؤمن أن كل شيء محتمل ..محتمل يصير اللي قلت عليه ..اللي يعرف علي صورتي هنا..اللي خليط بين شخص عنده ضابط أخلاقي -خلوق- وبين شخص مرح ..ويذهب بخياله بشكل مثير وغير مؤذي..
بعدين يقترب فيلقى زي ما هو طبيعي إنسان معبي عيوب..فا يقول عادي ويستمر ويتعمق لين يوصل لتلك العيوب والسمات اللي زي عضات الأفعى أو قبضة الموت ..تطفئ أغلب كل شيء..بل الأسوء تعيد ترجمة كل الميزات السابقة ..وفي ظل العيوب الجديدة …يتضح أن كل تلك المميزات هي قبح.

ويمكن أن يحدث العكس..أن يأتي شخص يعرف أن كل المجهود هذا هو نابع عن حب للخير بشكل ما ..ومحاولة السيطرة على ألف حبل يجذبني وآخر يدفعني ..ومع كل عيب يراه فيا تزيد شفقته ورحمته ..ثم يثمن كل عيب أجاهد لإخفاءه لأن كان يمكني أن لا أفعل..

الآن دعني أخبرك بأمر ..حدث الأمرين معي…وليس كل المرات كان بدرجة وحدة من العمق..وبعضها لم يدرك الطرف الثاني ماذا حدث…أحيانا حدث مبكرا ..وأحيانا حدث متأخرا.
لدي أناس يعرفون سوءي ..كل ما يتفكروني اتخيل أن تجيهم مرارة ونظرة حزن ..عرفوا كم ضيعت فرصة أني نكون شخص جيد فعلا…وضبطوني متلبسا أخيرا ..أني اللي صعب يوصل معاي لموقف مفترق طرق أو صدامي نهائي..فيحدث الأسوء تموت الأشياء ببطئ..وزي ما يصير لقطعة الاسكيمو..من المصان تنتهي نكهته ليصبح ثلج سيئ الطعم.

وأناس يحبونني..لدرجة أن مشاعرهم تجاهي هي الشيء الوحيد الذي يبقيني عاقلا..مشاعرهم النقية تجاهي هي ما يبقي محاولاتي لأن أكون نقيا…أنهم كجيبي الذي تخرج منه يدي بيضاء في كل مرة ..
وأنا أبعدهم بكل طريقة ممكنة غير متعمدة …لكنهم موجودين لحد الآن.

لكني مازلت مؤمن أننا لابد أن نساير بعضنا وخلاص..ودائما هناك مكان لأناس جدد..فقط نطوروا مهاراتنا لاكتشاف الأمر مبكرا ..هل نصلح لنكون أصدقاء / شركاء/ أحباء …وهنا يجب أن نغلب محرك “ماذا يجب أن أفعل” لأن إيذاء شخص آخر هو مثل إيذاء نفسك … هو يعض منك قطعة.

 

ملاحظة: يا صديقي شكرا على السؤال ..كالعادة بعض الأفكار اكتشفت أنها عندي مع الإجابة ..شكرا على محاورة نفسي.

23 يونيو، 2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *